خمسات .. طريقُكَ نحو الحرّيةِ المالية

لمن لا يعرف قصتي مع إطلاق موقع خمسات، يمكنه قراءة هذا الرابط ثم هذا وأخيرا هذا قبل أن يكمل قراءة هذه التدوينة.
جاء في الخبر شراء شركة حسوب لموقع خمسات وضمه لباقتها من المواقع والخدمات، وجاء الإعلان أثناء سفر محدثكم في إجازة سريعة كان الدخول أثناءها على انترنت متقطعا ومتعثرا في أحيان كثيرة، فلم أتمكن من كتابة تدوينة مستفيضة تشرح تفاصيل عملية البيع وأسبابها. حتى لا أطيل عليكم، جاء تقييم سعر موقع خمسات عند 10 آلاف دولار، وتوزع سعر البيع على جزء مالي، وجزء أصغر في صورة رصيد في إعلانات شبكة حسوب، مع خصم بعض الديون.
1 – لماذا البيع؟
لموقع خمسات مستقبل باهر، لا شك في ذلك، لكن لهذا المستقبل ثمن كبير. في البداية الثانية لخمسات، كان الأمر يتطلب مني قضاء 10 دقائق يوميا للرد على رسائل المشتركين وحل مشاكلهم، لكن بعد مرور 6 أشهر، ومع زيادة عدد المشتركين وعدد المعاملات اليومية، زاد الأمر فتطلب ساعة يوميا، تزيد إلى 3 ساعات في نهاية كل شهر لتحويل أرصدة المشتركين عبر باي بال، وأما حين تحدث السرقات وحين يتشاجر المشتري مع البائع، كان الأمر يطول عن ذلك كثيرا.
كل هذا وغيره أخذ يبعدني عن الكتابة في المدونة هنا، وبدأت لا أجد الوقت لقراءة جديد المواضيع والكتب لتلخيصها في المدونة، وهو ما لا أريده. على الجهة الأخرى، كان خمسات بحاجة ماسة لخطوات جادة لتكبيره وجعله نشاطا تجاريا قائما بذاته وناجحا، وهو ما كان يعني قضاء المزيد من الوقت معه، وهو ما كان يعني ضرورة اتخاذ قرار حاسم: إما المدونة و إما خمسات.
2 – لماذا شركة حسوب؟
خلال العودة الثانية لموقع خمسات، وصلتني عروض قليلة لشرائه أو للاستثمار فيه، لكنها لم تكن عروضا جادة أو بمبالغ كبيرة تكفي للعمل عليه حتى يدر العوائد الضخمة. كذلك لم أرد لخمسات أن يتحول لموقع يعرض عشرات الإعلانات المزعجة المتحركة في كل صفحة، أو يسمح بخدمات قليلة الجودة مقابل المال، ولذا وجدت أن شركة حسوب بقيادة عبد المهيمن ستكون الأيدي الأمينة التي أضمن أنها ستحافظ على خمسات كما لو كنت أديره بنفسي.
3 – لماذا 10 آلاف دولار؟
في عالم بيع المواقع، جرت العادة على حساب متوسط صافي دخل الموقع الشهري، ثم ضرب هذا المتوسط في 10 أو 20 شهرا، مع الأخذ في الاعتبار توقع زيادة هذا المعدل. في البداية كان ربح خمسات اليومي دولار ثم اثنين ثم خمسة ثم عشرة دولارات في بعض الأحيان، كما وجاءت أيام جميلة كان فيها معدل الربح اليومي 30 دولار، وكذلك جاءت أيام غير جميلة، كبدنا فيها لصوص حسابات باي بال من العرب ربح شهر خلال دقائق، (على أننا تعلمنا كذلك آلية عمل لصوص باي بال وكيف أنهم يسرقون بيانات حسابات البريد ثم بيانات باي بال، الأمر الذي مكننا فيما بعد من وضع تدابير تعرقل هؤلاء اللصوص وتبطئهم فتقلل الخسائر)، ولكل هذه الأسباب جاء هذا السعر مناسبا لخمسات الآن.
4 – كان يمكنك الحصول على مقابل أفضل
صحيح، لكن كان موقع خمسات ليتغير بشكل كبير ويتحول إلى آلة متوحشة غرضها كسب المال بأي طريقة كانت، وهو ما لا أريده بأي شكل.
5 – هذا المقابل قليل!
قد يكون كذلك، لكن ببساطة شديدة أقول بأن الموقع كلفني قرابة 4 آلاف دولار لتصميمه واستضافته، في المقابل ربح خمسات جائزةموقع عالم التقنية المالية، بالإضافة إلى العوائد الشهرية، ما يجعل نسبة الربح هي واحد دولار نفقات مقابل 3 دولار عوائد، وهي نسبة لا بأس بها على الإطلاق. كذلك، هدفي من سرد كل هذه التفاصيل هو التوضيح بما لا يدع مجالا للشك لدى القارئ أنه قادر بدوره على فعل ما هو أفضل مني، وأنه بالإمكان تصميم موقع ربحي وبيعه ثم إعادة الكرة لمرات حتى يصل للملايين التي نسمعها من حين إلى آخر.
6 – ماذا ستفعل الآن؟
الآن وقت البناء على الخبرات التي اكتسبتها من خمسات، ورغم أنه لا زال أمامي المزيد لتعلمه في تكبير وإدارة المشاريع الناجحة على انترنت، لكن لا أفضل من التجربة والتعلم من الخطأ. ليس لدي حاليا فكرة بعينها، لكني أريد توفير المزيد من الحلول بالغة العربية، وحتما سأجد ما أرد به على هذا السؤال قريبا بمشيئة الله!
7 – هل أنت راض؟
بالتأكيد، فأهم مكسب حققه موقع خمسات هو مساعدة المزيد من المستخدمين العرب على الاشتراك في واستخدام موقع باي بال للدفع الإلكتروني عبر انترنت، وكسر حاجز الخوف من المجهول، وتحطيم خرافة أن الشراء عبر انترنت يعني فورا النصب والاحتيال وضياع الأموال، وتوضيح أن باي بال وبطاقات فيزا و ماستر تحمي المشتري في حال حدوث أي عملية نصب أو سرقة، وهو الأمر الذي يمهد لنمو التجارة الإلكترونية العربية في المستقبل. في حين يسرد البعض واقع أرقام التجارة الإلكترونية العربية القليلة بشكل درامي كئيب، أجدني سعيدا أني فعلت شيئا بسيطا لتغيير هذا الوضع للأفضل. على الجهة الأخرى، عبر خمسات تعرفت على شباب عربي واعد، يمثلون نواة طيبة لتجارة إلكترونية عربية ناجحة ويقدمون خدمات عالية الجودة، وحتما سأعمل معهم في المستقبل في مشاريعي المقبلة.
يطول الحديث عن الدروس والاستفادة من موقع خمسات، لكن لهذه تدوينات مقبلة بمشيئة الله، أما الآن فأتوجه بالدعاء لله بالتوفيق والنجاح والسداد لإدارة خمسات الجديدة، وأشكر لهم موافقتهم على ذكر تفاصيل عملية البيع والثمن، كسرا للعادة العربية السائدة حاليا بالتكتم والخوف من سرد الحقائق، كما وأشكر كل من تعاون معي لنجاح خمسات، سواء بالاشتراك فيه أو بالتسويق له أو بأي شكل كان، لم يكن خمسات ليحقق هذا النجاح بدونكم.
كما وأرجو أن يتفهم كل من شعروا بالإحباط عند قرائتهم لخبر البيع دوافعي لذلك ويتقبلوا قراري هذا، وكلي أمل أن يحفز هذا الخبر القراء لتكرار تجربتي هذه بشكل أفضل مني.

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق