دليلك المبسط لكيفية كتابة السيرة الذاتية

السيرة الذاتية هي المعبر إلى المقابلة الشخصية للقبول في وظيفة مُحددة، وهي الانطباع الأول الذي يُعرف عنك عند أصحاب الأعمال أو عند القائمين على عملية ترشيح واختيار الموظفين الجدد؛ لذلك كان لزامًا أن تُحاط عملية كتابة السيرة الذاتية بالصدق والبساطة التي هي عنوان الجمال.


إنني أعتبر كتابة السيرة الذاتية مهارة من المهارات الأساسية والضرورية لكل من يود أن يرتقي بمستقبله المهني نحو الأفضل دائمًا، وربما ذلك ما دفعني إلى كتابة هذا الدليل المبسط عن كيفية كتابة سيرة ذاتية باحترافية تُقربك نحو الوظيفة التي تطمح أن تنالها.
السيرة الذاتية سهم ينطلق ليصيب هدف



الهدف هو ترشيحك للمقابلة الشخصية، والسيرة الذاتية هي السهم الذي يجب أن يُصيب ذلك الهدف في كبده. ولكي تنجح سيرتك الذاتية في تحقيق هذا الهدف؛ فإنه من الواجب معرفة كيفية دفع مسؤول الموارد البشرية إلى التأشير على قبولك مبدئيًا وترشيحك لإجراء المقابلة والتي خلالها يُقرر قبولك في العمل أو لا، وبالتالي فإن دور السيرة الذاتية يُمكن تلخيصه في جملة بسيطة – إقناع مسؤول الموارد البشرية أنك مناسب للوظيفة، ودفعه إلى قبولك مبدئيًا، وإليك نصائح لتحقيق هذا الغرض.
ما أجمل أن تكون صادقًا حينما تتحدث عن نفسك وعن خبراتك ومهاراتك، وإنّ الصدق مدخلًا واسعًا في طريق النجاح؛ فبه تُرضي الله ورسوله، وبه تضع في قلب مسؤول الموارد البشرية حبًا فطريًا لك، وبه سيتم وضعك في المكان المناسب لقدراتك وبالتالي النجاح الآن وغدًا؛ فلا تحاول أن تصف نفسك بما ليس فيك، وهذا ليس معناه أن تذكر عيوبك، ولكن قصدنا أن تكن صادقًا في وصف مميزاتك ومهاراتك الحقيقة دون مبالغة.

السيرة الذاتية ليست مكانًا تكتب فيه موضوعات الإنشاء الطويلة؛ فمسؤولي الموارد البشرية عادةً لا يُضيعون أكثر من دقيقة واحدة في قراءة السيرة الذاتية للمهن والوظائف البسيطة، وتزيد هذه المدة قليلًا كلما زادت أهمية المنصب الوظيفي حتى تصل إلى خمسة عشر دقيقة فقط في حالة الوظائف الإدارية الهامة؛ ولهذا السبب يجب ان تكون الجمل المكتوبة بسيطة ومباشرة ودون إسهاب ولا مبالغة وبدون مصطلحات غامضة.

ركز على ذكر المعلومات المهمة المتعلقة بالوظيفة التي تتقدم لها، وليكن شغلك الشاغل في إجابة التساؤل لماذا أنت الأفضل لهذه الوظيفة.

شكل السيرة الذاتية ومدى جاذبيتها يعكس مظهرك عند أصحاب العمل؛ لذلك تأكد من جمالية عرضها ووضوح خطوطها ونظافة الأوراق التي سوف تُقدم.

الشكل مهم ولكن ليس إلى درجة تحويل السيرة الذاتية إلى لوحة مزخرفة، فابتعد عن استخدام الأوراق الملونة والمزخرفة واكتفي باستخدام ورق أبيض مقاس A4، كذلك استخدم خط واضح وغير مزخرف بحجم الخط العادي وخط للعناوين أكبر قليلًا.
يجب ألا تحتوي سيرتك الذاتية على أية أخطاء نحوية ولا إملائية، وإن دعت الحاجة إلى توظيف شخص لتدقيق سيرتك الذاتية نحويًا وإملائيًا فأفعل.

كيفية كتابة السيرة الذاتية




توجد عدة طرق وأساليب مُختلفة تُستخدم في كتابة السيرة الذاتية، منها على سبيل المثال لا الحصر أن تكتب سيرتك الذاتية بنفسك وهذا أولى وأفضل إذا كُنت تُتقن هذه المهارة بالفعل، وإلا فمن المفضل عدم المجازفة والبدء في الاعتماد على المُحترفين في كتابة السيرة الذاتية أو باستخدام أحد المواقع التي تدعم إنشاء سيرة ذاتية مع ملاحظة ضرورة مراجعة السيرة الذاتية النهائية وتنسيقها بشكل جميل.

وعلى كل حال، إذا أردت أن تكتب سيرتك الذاتية بنفسك، فإليك الخطوات التالية التي لا مناص منها:

1 – معرفة مكونات السيرة الذاتية


تتكون السيرة من عدة أقسام، منها ما هو ضروري ومنها ما هو تكميلي، والعناصر التالية تُمثل أجزاء ومكونات السيرة الذاتية:

البيانات الشخصية وبيانات الاتصال (أساسي)

البيانات الشخصية كاسمك والجنس والحالة الاجتماعية ونبذة بسيطة عنك تكون مرتبطة بالوظيفة، وبيانات الاتصال كعنوانك ورقم الهاتف والبريد الإلكتروني الخاص بك ورابط موقع الويب إن وُجد.

المؤهلات العلمية (أساسي)

في هذا القسم تكتب الشهادات الجامعية التي حصلت عليها؛ حيث تكتب المؤسسة التعليمية التي درست بها والدرجة العلمية التي حصلت عليها والتخصص وتاريخ التخرج.

الخبرات العملية (أساسي)

في هذا القسم تذكر الخبرات والوظائف التي عملت بها سابقًا كذلك الوظيفة التي تعمل بها حاليًا، وسيكون مطلوبًا منك ذكر عدة بيانات مع كل وظيفة تكتبها مثل المُسمى الوظيفي واسم الشركة التي كنت تعمل بها وتاريخ الالتحاق كذلك تاريخ مغادرة العمل، بالإضافة إلى كتابة وصف بسيط عن ذلك العمل أو إن أردت ذكر تفاصيل ترى أنه من المهم ذكرها.

الدورات التدريبية (مهم)

هذا القسم ليس أساسي، ولكن إذا كنت قد حصلت على دورات تدريبية متعلقة بالوظيفة التي تتقدم لها من قريب أو من بعيد، فسيكون من المهم ذكرها، ويكفي فقط كتابة عنوان الدورة التي حصلت عليها مع ذكر تاريخ بدايتها ونهايتها. وفي حالة كانت الدورة التدريبية التي حصلت عليها غير مشهورة كثيرًا أو تظن أن مسؤول الموارد البشرية قد لا يعرف أهميتها، فيمكنك كتابة نبذة عن أهمية هذه الدورة التدريبية بدون إسهاب.

المهارات التي تجيدها (مهم)

في هذا القسم يجب ذكر المهارات التي تجيدها والتي ترتبط بالوظيفة فقط؛ فمثلا إذا كُنت تتقدم لوظيفة متعلقة بمجال الصحافة الالكترونية على صحيفة تعمل باستخدام سكربت ووردبريس، فسيكون من المهم جدًا أن تتحدث عن مهارة استخدام ووردبريس، ومهارة استخدام برنامج Microsoft Word، ولكن لن يكون من المهم التحدث عن مهارتك في لعب كرة القدم.

الإنجازات (مهم)

الإنجازات من أهم الأشياء التي يجب ذكرها في السيرة الذاتية إذا وُجدت؛ فعلى سبيل المثال إن كُنت تتقدم لوظيفة مُتخصص SEO؛ فسيكون من المفيد أن تذكر إنجازاتك السابقة في تصدر نتائج محركات البحث بالأرقام والحقائق.

المراجع

يُفضل كتابة جملة “متوفرة في حالة الطلب” في هذا القسم، وحين يُطلب منك ذكر المراجع، تذكر أسماء الأشخاص الذين عملت معهم ووظائفهم وأرقام هواتفهم وبريدهم الإلكتروني، كما يُفضل عدم إضافة أسماء الأشخاص إلا بعد الاستئذان منهم أولًا؛ حيث سيكون مطلوبًا من هؤلاء الأشخاص إضاعة بضع دقائق من أوقاتهم في التحدث عنك مع صاحب العمل للتأكد من قدرتك على العمل ومعرفة أراء الآخرين فيك.

مجالات الاهتمامات الشخصية

هذا القسم يُفضل عدم إضافته إلى السيرة الذاتية إلا إن دعت الضرورة له؛ فمثلًا إذا كانت الوظيفة تتطلب السفر والتنقل باستمرار فمن المفضل أن تضيف اهتمامك بالسفر، واهتمامك بمعرفة معالم البلاد الأخرى، وبشكل صادق يدعمك ويقربك أكثر من الوظيفة.

اللغات التي تتقنها

من المُفضل ذكر اللغات التي تتقنها ومستواك بها خصوصًا إذا كان تعدد اللغات جزءًا من الوظيفة.

2 – إعداد السيرة الذاتية بشكلها النهائي


توجد العديد من قوالب السيرة الذاتية الجاهزة على الإنترنت والتي يمكنك استخدامها؛ فأختر شكلا بسيطًا ومناسبًا، أو بإمكانك الاعتماد على أحد المواقع التي تُستخدم لكتابة المعلومات وفي النهاية تُخرج لك السيرة الذاتية الخاصة بك بشكلها النهائي كموقع slashcv على سبيل المثال، ولكن ننوه إلى ضرورة مراجعة السيرة الذاتية إملائيًا ونحويًا إذا اعتمدت على نفسك.

3 – السيرة الذاتية بالفيديو


منذ وقت ليس بالبعيد، بدأ مفهوم جديد في الظهور وهو أن تكون السيرة الذاتية بالفيديو؛ حيث تقوم بتصوير فيديو تتحدث فيه عن نفسك وتوضح نفس المكونات التي ذكرناها أعلاه، ويكثر استخدام هذا النوع في الوظائف الالكترونية التي لا تتطلب التواجد بمكان بعينه، بل إنني أراها أولى من السيرة الذاتية المكتوبة في هذه الحالة؛ إذ أنها تُعطي انطباع ممتاز عنك لدى صاحب العمل وتختزل وقتًا طويلًا.

4 – ترجمة السيرة الذاتية


بعض الشركات تتطلب أن تكون السيرة الذاتية للمتقدم للوظيفة باللغة الإنجليزية ولا تنظر في السير الذاتية الأخرى؛ لذلك كان من المهم للغاية أن تعتمد على مترجم مُتقن لعمله في حالة لم يكن مستواك في الإنجليزية على قدر كافي من الاحترافية.

5 – مرفقات السيرة الذاتية


من المُفضل ألا تُرفق أي من الشهادات ولا الوثائق عند إرسال السيرة الذاتية إلا أن طُلب ذلك مُباشرة في طلب الوظيفة؛ فالهدف الأساسي من السيرة الذاتية ليس التأكيد على صدق معلوماتك ولكن المساعدة في قبولك مبدئيًا لإجراء المقابلة الشخصية وحينها فقط تأخذ معك صور الشهادات والوثائق.

من المفضل لا تعني ضرورة الفعل، فهناك بعض الوظائف التي تتطلب إرفاق الشهادات والوثائق مع السيرة الذاتية، بعضها يطلب ذلك صراحة، وأخرى تعرفها من خلال نظرتك لحالة الوظيفة، وعلى كل حال، الأمر اختياري ومحل اجتهاد من شخص لآخر.

في نهاية هذا الدليل المُبسط، نكون قد أوضحنا العناصر الرئيسية والهامة لإنشاء وكتابة السيرة الذاتية باحترافية؛ فإذا وجدت أن الدليل كان مفيدًا فشاركه مع أصدقائك على الشبكات الاجتماعية كي تعم الفائدة.

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق