خمسة دروس تعلمتها من خمسات حتى الآن

بالحديث عن خمسات، لا يزال هذا الموقع يعلمني الكثير عن خبايا التجارة الإلكترونية والتعامل مع باي بال، خبايا لم أجد كتابا من كتب الربح السعيد من انترنت تتطرق له. لمقاومة النسيان، سأعدد لي ولكم ما تعلمته حتى الآن من خمسات:

1 – لن تعبر البحر إذا لم تترك الشاطئ يغيب عن نظرك
شهد خمسات عثرات كثيرة في بدايته وتوقف لفترة عن العمل، وكدت أزهد فيه، لولا أن أكرمني الله بمن يشاركني فيه ويبرمجه من جديد ومن الصفر، وبمن يتولى التسويق له، وبعدما بلغت ديون الموقع مبلغا كبيرا، جاءت الجائزة المالية – غير المتوقعة تماما – من مسابقة عالم التقنية لتضخ المزيد من الأمل في خمسات. لكي يحدث كل هذا، كان يجب علي الاستثمار فيه، والإنفاق عليه، على الرغم من عدم وجود أي بوادر أمل على قرب استرداد هذا الاستثمار. التجارة تعني المخاطرة، وتعني الاعتماد على شعورك / حدسك الداخلي، حتى يأتي فرج الله أو يقضي الله أمرا كان مفعولا.
2 – العملاء ليسوا كلهم أسوياء
بالأمس تلقيت عدة رسائل من باي بال، تفيد بأن بعض مشتري خدمات خمسات ربما استخدموا حسابات باي بال مسروقة، ولأن موقع باي بال يقف في صف عميله دائما (مثله مثل فيزا و ماستر) فما لم نصل إلى حل مع من استخدم هذا الحساب في الشراء، فستقوم باي بال بخصم هذا المبلغ من حساب خمسات. كنت قرأت الكثير عن عمليات الغش والنصب عبر باي بال، لكني لم أتوقع حدوثها لخمسات بهذه السرعة. ضمن هذه الرسائل كانت شكوى من مستخدم اشترى خدمة ولم يسلمها له البائع، وبدلا من أن يشكو لنا في الموقع لنحل له مشكلته، شكانا إلى باي بال، والذي سارع فجمد المقابل المالي لهذه العملية. ما لا يعرفه هذا العميل أن حل المشاكل عبر باي بال قد يأخذ حتى 75 يوما للبت فيه، ولو أنه راسلنا لكنا حللنا له هذه المشكلة بأسرع من ذلك.
هذه الأحداث جعلتنا في موقع خمسات ننشئ قائمة سوداء لهذه الحسابات البريدية، والذين سنرفض التعامل معهم مستقبلا، وأتوقع في المستقبل انتشار هذه القوائم، وانتشار تبادلها بين المواقع المماثلة.
الشاهد، يجب على أي مشروع توقع خسارة قرابة 10-15% من دخله بسبب عملاء سيئين. هذه النسبة ستزيد وتنخفض من تجارة لأخرى، لكن يجب أخذها في الحسبان، فكثيرا ما عرض علي بعض القراء خطة العمل لديهم وطريقة احتسابهم للربح، لكني لم أجد فيها حسابا للبضاعة / الخدمات المستردة، أو ما نسميه في عالم المحاسبة الديون المعدومة، أي التي لا أمل في استردادها.
3 – العملاء درجات
بالتجربة وجدت بعض العملاء من الكرم حتى أنهم اشتروا عددا من الخدمات التي لا يحتاجونها من باب الدعم لفكرة الموقع. هؤلاء العملاء غلب عليهم أنهم من جنسية واحدة، وهذا الأمر دفعني لتركيز الإعلان عبر جوجل آدز للبلد التي جاء منها هؤلاء، وكانت النتيجة إيجابية إلى حد مقبول. على الجهة الأخرى، ستجد عملاء غاضبين غير راضين مهما فعلت وقدمت. انس تلك الكتب والمقالات التي تزعم بأن 100% عملاء راضين شيء يمكن أن يتحقق. في الواقع العربي، هناك تجارب سيئة سابقة كثيرة انتهت في غير صالح المشتري العربي، الأمر الذي ترك ذكريات أليمة كثيرة لدى الكثيرين، منعت صاحبها من حسن الظن بك. هؤلاء لا يجدي معهم سوى الصبر والاستمرار في تقديم الخدمة الممتازة.
4 – التسويق والإعلان مثل صيد اللؤلؤ والمرجان
حين يغطس صياد اللؤلؤ، يتعين عليه كتم أنفاسه والغوص لأعمق ما يستطيع، حتى يجد الثمين من اللؤلؤ والمرجان، بغير ذلك لن يأتي بصيد وفير. رغم ذلك، يجب على الغاطس أن يستعد نفسيا لتقبل فكرة أن الكثير من مرات الغطس هذه لن تأتي بشيء، ويجب أن يستمر في تحفيز نفسه قائلا أن المرة التالية ستكون أفضل من السابقة، حتى تكون كذلك فعلا. في عالم التجارة، وحين تبدأ مشروعا، يجب عليك التسويق له والإعلان، وفق ما تيسر لك من ميزانية مبدئية، وبغير ذلك، سيبقى اللؤلؤ في عميق البحر. أو بعبارة أخرى، التسويق والإعلان مثل القلب النابض لأي مشروع.
[يتكرر دائما السؤال: كم أنفق على التسويق والإعلان؟ ولا أظن أن لهذا السؤال إجابة شافية أو واحدة، لكني أرى أن ربع (25%) إجمالي ميزانية أي مشروع كافية، فإذا أنفقت الربع ولم تجد مردودا إيجابيا، تعين عليك البحث عن الأسباب قبل أن يفني رأس المال. هذه النسبة تزيد وتقل وفق طبيعة كل مشروع وكل سوق.]
الشاهد: موقع خدمي مثل خمسات لن ينجح بدون الإعلان له والتسويق باستمرار، مع مراجعة استراتيجيات الإعلان كل حين، فعلى سبيل المثال، أكثر كلمات مفتاحية تجلب الزوار لخمسات الآن هي: زيادة عدد فلوزر تويتر و فيسبوك. هذه الكلمات ستجدي لشهر أو اثنين، ثم يجدي غيرها، وهكذا.
5 – ربح خمسات ليس من المبيعات
حين بدأت خمسات أردت مساعدة الشباب العربي على المغامرة بدخول عالم التجارة بأقل كلفة ممكنة، مع الاعتماد في الوقت ذاته على نموذج ربح يكفل استمرار عمل الموقع. بمرور الوقت، اكتشفت أن العائد يكاد يغطي المصاريف، فهامش الربح صغير، وباي بال غير منتشر بدرجة كافية عربيا، وطبيعة الموقع تتطلب الاستثمار المستمر في الإعلانات. ما اكتشفته بعدها أن مكمن الربح هو من استثمار الأموال التي تنتظر تحويلها لأصحابها. لتفادي عمليات الغش، يجب الانتظار لشهر أو نصف شهر قبل مظنة صحة معاملة الشراء عبر باي بال، لإعطاء الفرصة لصاحب الحساب للشكوى في حال حدوث نصب أو احتيال، ومع زيادة عدد المشتركين، ستتكاثر مثل هذه الأموال. حاليا، وعلى النطاق الصغير، لا يستحق الأمر العناء، لكن مع زيادة عدد المستخدمين، ومع استمرار طرد الغشاشين، ستكون نقطة قوة موقع مثل خمسات في الرصيد المالي له، ومقدار السيولة التي تتوفر فيه، وهو ما تحتاجه الشركات الكبيرة، وهو ما يعطيني الأمل باقتراب اليوم الذي يأتينا فيه عرض شراء لخمسات بحفنه من ملايين الدولارات! ابحث دائما عن مكمن الربح المتوقع في مشروعك، فهو قد يكون في غير المكان الذي تظنه.

هناك تعليق واحد:

  1. الكثير من الدروس نتعلمها كل يوم و لن يتوقف الأمر عند هذه الدروس الخمس فقط لكن يمكن القول بانها اهم الدروس

    ردحذف